تنجح محاولات اغتيالها إعلامياً في تدمير ما بنته على مدى سنوات من العمل الدّؤوب، الصّحافة شنّت عليها هجوماً قاسياً، لم تعد بنات الليل مذنبات، ولا بيوت الدعارة أصل العلّة، بل باتت هالة سرحان هي المسؤولة عن تفشّي هذه الظاهرة، لمجرّد أنّها حاولت تسليط الضّوء عليها.أسئلة كثيرة تطرح، ولا جواب لها سوى أنّ هالة زجّت رغماً عنها في ذلك المأزقلم يخل فيلم مصري من مشهد راقصة وكباريه وكأس ويسكي، لم يندفع محامو الأخلاق الحميدة إلى حدود اتهام السينما المصريّة بأنّها تشجع على الفجور، لكن يبدو أن المشكلة لم تعد في الظاهرة بحد ذاتها، بل أصبحت في تسليط الَضّوء عليها في مجتمع يرى العيب في تسليط الضوء على العيب، لا في العيب نفسه.
ولنفرض أنّ هالة استعانت بفتيات كومبارس لتسليط الضوء على هذه المشكلة، وتقريبها أكثر من العامة، كي لا تبقى ضحايا البغاء مجرّد أرقام في ذهن المتلقي، فهل كفرت أو أجرمت أو دفعت تلك الفتيات إلى البغاء؟ ألم يكنّ واعيات تماماً للدور المطلوب منهن؟ ولماذا اعترضن طالما أنّ وجوههنً كانت مموّهة بشكل لا يدع أي مجال للشكّ في هويّاتهن؟
أسئلة كثيرة تطرح، ولا جواب لها سوى أنّ هالة زجّت رغماً عنها في ذلك المأزق، في حين تعمد محطّات مثل "Reality TV" و "Discovery" إلى الاستعانة بكومبارس لتجسيد حالات إنسانيّة وحوادث واقعيّة، وتبدو الفكرة واقعيّة ومقبولة في الغرب.
في ظهورها الأوّل بعد الغياب الطويل، بدت هالة مشرقة، فقد احتضنتها بيروت بعد أن تنقلت بين دبي، لندن ثم الولايات المتحدة الأميركية حيث يقيم زوجها. هالة رفضت الرد على الشائعات التي طاردتها، وكان ردّها من خلال عودتها إلى التلفزيون، وتحديداً إلى "روتانا"، عبر برنامج يومي ضخم، ستثبت فيه سرحان أنّ الشائعات لم تكسرها، وزادت من إصرارها على التحدّي.
لماذا بيروت؟ هل ضاقت مصر بابنتها؟لكن يبقى السؤال، لماذا بيروت؟ هل ضاقت مصر بابنتها؟ هل لا يزال الشارع المصرّي ناقماً على سرحان؟ أخبار لبنان المقلقة، وتزامن تصوير البرنامج مع معركة الرّئاسة الطاحنة لم يخيفا هالة، بل لم تحتج إلى وقت طويل لتقتنع بالحضور إلى بيروت لتصوير البرنامج.
أما اقتراح بث البرنامج من بيروت فكان صاحبه الشيخ بيار الضاهر، الذي كان من أشد المدافعين عن هالة، إذ لا يزال الوسط الإعلامي اللبناني يذكر رسالة الـ sms التي روّجت لمن حلقة برنامج الحدث تناولت ما تعرضت له سرحان في عز الأزمة ومن رقم هاتفه الشخصي، الأمر الذي يشير إلى مدى اهتمامه شخصياً بالدفاع عنها.
وجودها في بيروت قد يكون مناسبة لشائعات جديدة، بدأت تطلق حتى قبل بدء بث البرنامج، منها أن اسمها وضع على لوائح الواصلين إلى مطار القاهرة، الأمر الذي لا صحّة له إلا في عقول مروّجيه.
إيلاف - إيمان إبراهيم